قصة ثورة أذلت امبراطورية | 14 اكتوبر من الطلقة الاولى الى الاستقلال

1.4 ألف منذ 4 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
قصة ثورة أذلت امبراطورية | 14 اكتوبر من الطلقة الاولى الى الاستقلال على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. من الـوهلة الأولى لانـدلاع ثـورة 26 سبتمبر 1962م، هب أبناء ردفان - كغيرهم من ثوار الجنوب - لمُساندتها، كـان الشيخ الثائر راجح بن غالب لبوزة الاسم الأشهر في تاريخ اليمن النضالي في الصفـوف الأولى للمُواجهة، وبقرار اتُخذ من صنعاء والأعبوس اشتعلت جبال ردفـان بالمقاومة، قام الإنجليز بعدة حملات عسكرية لإخضاعها، بـاءت جميعها بالفشل، وبالفعل كانت تلك الثورة نواة الكفـاح المُسلح، والضربة القاصمة التي أجبـرت المُحتل على المُغادرة. مرحبا بكم تعود المُقدمات النضالية لأبناء ردفان إلى العام 1881م، وهو العام الذي احتل فيه الإنجليز منطقة الضالع، رفضوا عام ذاك الضرائب الجائرة، فأرسل المحتل حشدا من عساكره لتأديبهم، تصدى الثوار لهم ببسالة، ، أذعن الإنجليز حينها للأمر الواقع، وطالبوا بالحوار. بعد تلك الواقعة بـ 61 عامًا قام أبناء ردفان بانتفاضة أخرى 1942م، تولى الشيخ الثائر راجح بن غالب لبوزة مهمة قيادتها، نجح بالهجوم على ثكنة عسكرية في جبل الحمراء، تمكن من القضاء عليها، ذاع حينها صيته، وصار الجمَّال النحيل بطلًا لا يشق له غبار. حددت ثورة سبتمبر منذ اللحظة الأولى لانطلاقها حقيقة توجهها الوطني كثورة شاملة لا تعترف بالحدود الشطرية، وعلى اعتبار ان الشعب اليمني، شعب واحد يؤمن بالله، وبأنَّه جزء من الأمة العربية. عبّر الشعب اليمني حينها عن فرحته بذلك الحدث العظيم، وفي شوارع عدن خرجت الجماهير مُحتفية، وبدأت طلائع المُـتطوعين تتجه شمالاً، ليقوموا - وقبل أن ينتهي ذلك العام - بإعادة تنظيم أنفسهم في إطار سياسي يُمثل أبناء الجنوب، وسموا تنظيمهم بـ «هيئة تحرير الجنوب اليمني المُحتل». أواخر مارس 1963 هبَّ أكثر من 300 مُقاتل ردفاني لمُساندة الثورة السبتمبرية على مجموعتين - مجموعة بقيادة الشيخ لبوزة، وأخرى بقيادة سيف مقبل القطيبي، سطروا في عبس والمحابشة صفحات ساطعة من الإقدام، وفي قريتي الوعيل ومفتاح سجلت مجموعة الشيخ لبوزة أروع انتصاراتها. بدأ المصريون المساندون للثورة يفكرون جدياً في إيجاد إطار سياسي يلم شتات الجنوبيين المتواجدين في الشمال، يستطيعون من خلاله تنظيم أنفسهم للقيام بعمليات عسكرية ضد الاحتلال، وبدأت الحركة التي كان يقودها في الجنوب فيصل عبداللطيف الشعبي، وفي الشمال مالك الإرياني توجه قحطان محمد الشعبي من القاهرة إلى صنعاء، وتمّ تعيينه مستشاراً للرئيس عبدالله السلال لشؤون الجنوب، وقد استطاع الأخير خلال فترة وجيزة أن ينال ثقة الجنوبيين، عقدوا أكثر من اجتماع، ومن هؤلاء جميعاً تشكلت النواة الأولى لحركة التحرر الجنوبية. اتفقوا على توحيد جميع القوى الوطنية في إطار جبهة مُوحدة، واستقر الرأي على تسميتها باسم «جبهة تحرير الجنوب اليمني المُحتل»، هكذا وكما بدأ أحرار الشمال نضالهم من عدن، بدأ أحرار الجنوب نضالهم من صنعاء، تحت شعار «الاستقلال والوحدة». حين زارت لجنة تقصي الحقائق المنبثقة عن لجنة تصفية الاستعمار بالأمم المتحدة صنعاء 29 مايو 1963م نظم الجنوبيون مسيرة حاشدة تحركت من العرضي إلى دار الضيافة حيث تقيم اللجنة، وسلموها مُذكرة حددت مطالبهم بالاستقلال، ثم توجهت المظاهرة إلى منزل الرئيس السلال، وسلموه نسخة من تلك المذكرة، وطالبوه بدعم الكفاح المسلح، وفتح مكتب للجبهة، وتعيين قحطان الشعبي رئيسًا لمصلحة أبناء الجنوب، وقد كان كان قتال أبناء ردفان في جبال حجة مُشرفًا، شهداء ليعودوا بعد ثلاثة أشهر إلى صنعاء، وذلك بعد أنْ أعلن من ذات المدينة عن تأسيس «جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل»، أصدرت الأخيرة بيانها التحرري 5 يونيو 1963م، كان الشيخ راجح لبوزة، والشيخ سيف مقبل من الموقعين عليه، التقوا بعدها بالرئيس عبدالله السلال، وتم الاتفاق على فتح جبهة في ردفان على أن يتولى الشيخ لبوزة قيادتها. غ توجه بعد ذلك عدد من الثوار الجنوبيين إلى مدينة تعز، وشكلوا قيادة لتنظيم التعاون مع المخابرات المصرية للإعداد للثورة، وفتحوا مكتبًا لها، ونشروا «الميثاق القومي»، 19 أغسطس 1963م، عقد في مدينة تعز اجتماع كبير ضم غالبية ثوار الجنوب الفاعلين، أخذت الجبهة فيه تسميتها الجديدة، وقد اندمجت فيها وتبنت خيارها سبعة تنظيمات سرية، وهي: «حركة القوميين العرب، والجبهة الناصرية في الجنوب المحتل، والمنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل، والجبهة الوطنية، والتشكيل السري للضباط والجنود والأحرار، وجبهة الإصلاح اليافعية»، وانظم لها اخرون عاد الثوار إلى ردفان نهاية أغسطس 1963م، وبحوزتهم أسلحتهم الشخصية، وبعض القنابل، وحين علم ني ميلن الضابط السياسي البريطاني بذلك، أرسل إلى الشيخ لبوزة ومجموعته، وطلب منهم تسليم أنفسهم، وأسلحتهم، ودفع 500 شلن غرامة على كل فرد؛ كضمانة لعدم عودتهم إلى الشمال مرة أخرى، رد بطلنا الثائر عليه برسالة قوية، وأرفقها بـطلقة رصاص. البطل لبوزة أملى لكاتب رسالته موجها كلامه للضابط الإنجليزي: «عُدنا إلى بلدنا، ولم نعترف بكم ولا بحكومة الاتحاد المزيفة، وإن حكومتنا هي الجمهورية العربية اليمنية، ونحذركم من اختراق حدودنا». استشاط الضابط الإنجليزي غضبًا، وتقدم في اليوم التالي صوب ردفان، ألقى القبض على مجاميع قبلية عائدة لتوها من الشمال، فما كان من الثوار إلا أنْ تمترسوا فوق جبل البدوي المُـطل على الحبيلين، لتدور في صبيحة يوم الاثنين 14أكتوبر 1963م مواجهات شديدة بين الطرفين، استمرت لأربع ساعات، انتهت قبل أن ينتصف نهار ذلك اليوم بسقوط الثائر لبوزة شهيدًا عن عمر يناهز الـ 64 عامًا، متأثرًا بثلاث شظايا لقذيفة مدفعية اخترقت جسده الطاهر. أذاعت إذاعتا صنعاء وصوت العرب من القاهرة النبأ الفاجعة، وبعد مواراة جثمان الشهيد، مشعل الثورة وفارسها المقدام، تعاهد الثوار فوق قبره على مواصلة المشوار، اختاروا ولده بليل قائدًا لهم، وجعلوا من وادي دبسان مسقط رأس الشهيد مقرًا لعملياتهم العسكرية. عبدالله اسماعيل # بلال_الطيب بالمسند