سبتمبر... الفن والحياة... أغانٍ وطنية خالدة لثورة خالدة.

1.5 ألف منذ 4 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
سبتمبر... . الفن والحياة... . أغانٍ وطنية خالدة لثورة خالدة. على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. تميزت الثورة اليمنية الخالدة، وسنوات النضال لتثبيت النظام الجمهوري في اليمن بأنها استغرقت جهداً ثقافياً ووطنياً عظيماً خلد أجمل الأعمال الفنية والأدبية والأناشيد الوطنية. ذلك الفن العظيم، هو نتاج ال٢٦ من سبتمبر وال١٤ من أكتوبر، وقد كان رديفا لكل معاني الحياة والسعادة والنشاط والجمال. بينما هذي المسوخ التي تلوث حياتنا اليوم، هي نتاج مخلفات الكهانة، وقد صارت رديفا لكل معاني الموت والضياع والفاقة والمذلة. لم يكن بلبل اليمن الغريد وفنانها الكبير علي بن علي الآنسي مجرد عبقريٍّ في الغناء والعزف والتلحين، بل كان سراً من أسرار ثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة، بوصفه كان عضواً في تنظيم الضباط الأحرار. وبعد قيام الثورة ضد الكهنوت العنصري الإمامي، حمل على عاتقه مهمة بلورة وجدان اليمن الجديد وهندسة الفن الجمهوري، عقب السادس والعشرين من سبتمبر. كان " المرحوم" ، كما تحب الذاكرة الشعبية أن تصفه، ظاهرة فنية ووطنية نادرة التكرار، وكان أباً لجيل كاملٍ من الفنانين والفنانات يقاربونه سنّاً، ويحملون له عرفاناً كبيراً لأنه أول من أخذ بأيديهم إلى منصة الفن وأرشدهم إلى التخصص في إحياء لونٍ معينٍ من ألوان الفن اليمني الغزير. لذا لم تشهد فترة علي بن علي الآنسي ذلك التكرار والتشابه بين الفنانين الذي نشهده في اليمن اليوم. يذكر الفنان الكبير أيوب طارش العبسي في إحدى مقابلاته أن الآنسي هو أول من أخذ بيده إلى عالم الفن، وأول من اكتشف موهبته الكامنة، ورأينا كيف أصبح أيوب أهزوجة وطنية وعاطفية تملأ أرجاء اليمن وتفيض إلى أرجاء الجزيرة. وكعادة أيّ مشروعٍ فنيٍ عظيم، ثمة ثنائية بالغة التطابق، بين الكلمة والصوت، بين الشاعر والفنان، بين مطهر بن علي الإرياني وعلي بن علي الآنسي، بين عبدالله عبدالوهاب نعمان وأيوب طارش العبسي، بين حسين المحضار وأبوبكر سالم. وعندما يجتمع علَمان على هذا القدر من العلو، فإن المحصلة تكون ولا ريب؛ فناً خالداً يربط الإنسان بالأرض والحب والبن، وبين الماضي الحميري العريق مع الواقع الجمهوري المتوثب. أيوب طارش العبسي، هدية السماء لبلسمة جراحاتنا، وصوت الأرض للملمة أشواقنا، وقوة الصدق لإثبات ولائنا، في أغانيه دفء وشجن، وفي حضوره تتوه المُفردات، وتتلعثم الكلمات، ويحضر اليمن. أيوب طارش زغرودة القلب في ملكوت الجمال، ومنبع الوفاء في قصاقيص العشاق، وقمة التضحية في حب الأرض، صنع لنا ورفيق دربه الشاعر العظيم عبدالله عبدالوهاب نعمان (الفضول) موروثًا عظيمًا، وأغاني خالدة، شحنوها بالأحاسيس والتعابير الجميلة، وجعلونا ننقاد إلى أعماق أعماقها بسهولة ويسر، ونبتهج بترديدها صباح مساء، لنكتشف مع كل لحظة تحليق جديدة، مشاهد وتفاصيل آسرة، وكأنها لم تمر علينا من قبل، ونستلهم من كل لحظة استماع خاشعة صدق التضحية، وروعة الانتماء: غرس الشاعر الفضول في تلك الروائع كيانه، وجدّد في مُفرداتها ذاته الظامئة، وحبه الفياض للحبيبة والوطن، ومزج بينهما، فلا يكتمل حب الحبيبة إلا بحب الوطن، والعكس صحيح، ومن يخون الحبيبة يخون الوطن، والعكس أيضًا صحيح، وقال بصوت أيوب ناصحًا بني وطنه: كيف يمكن لـ 26 سبتمبر أن يذوي من وجدان اليمنيين وهناك ملحمة غنائية اسمها «انثري الشهب حولنا يا سماءُ». تجلت الكلمات كثورة في دم الراحل الكبير علي بن علي صبرة، فأنتجت ملحمة كتبها كخارج من ساحة تحرير محملا بلواء المجد الذي طال انتظاره. كأن أيوب كان يقف منتظرا لتلك الكلمات لينفث فيها روح سبتمبر المستدام، فكان ذلك التدفق الروحي الذي ينسكب في مسامعنا كنافورة فرح. كيف يأتي سبتمبر من كل عام ولا نجعل تلك الرائعة هي النشيد الرسمي لعظمة سبتمبر! من أين يولد الشعر؟ لم يسأل أحدهم الشاعر الراحل علي بن علي صبرة - هذا السؤال، لكنه أجاب عن ذلك بدون السؤال بكلمات تختصر كيف ولدت هذه الكلمات. يقول صبرة: " إن ما كان بيننا وبين الأئمة والملوك والسلاطين إنما هو صراع ثقافي وحضاري واختلاف في المرتكزات والمطامح وفي فهم العلاقة بين الفرد والمجتمع، والمجتمع والدولة، وفي فهم المسيرة التاريخية التي حاولوا أن يسقطوا عليها ما يريدون ويفصلّوها على مقاساتهم الخاصة ولذلك عمدوا إلى كبت وإعقام عناصر النمو الحياتي والمعرفي لكي يتم لهم ما أرادوا فكانوا بذلك أكبر حافز على الخلاص" . كان صبرة من ذلك الجيل الذي عجنته مآسي الإمامة، وكان سبتمبر الخلاص بالنسبة لذلك الجيل بقعة نور بعد ظلام السنين. بالمسند، عبدالله اسماعيل، مصر عادل الاحمدي حساباتي للمتابعة حسابي على تويتر الرابط على تويتر (إكس) صفختي على فيس بوك الرابط على فيسبوك