لم يتم العثور على نتائج للهاشتاج المطلوب

صانع الحلوى | الاب الروحي للثورة اليمنية

967 منذ 3 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
صانع الحلوى | الاب الروحي للثورة اليمنية على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. عرف بالأب الروحي للحركة الوطنية، ورائد مشروع التنوير في اليمن، والعدو الأول للأئمة القدماء والجدد. من أخرج الناس من عالم الجمود إلى عالم الحرية وكان هو " أول ضحايا الحرية" . عالم بالتاريخ والفلسفة، وحافظ للقرآن الكريم، وقارئ ومطلع على التوراة والإنجيل، ومتقن للغة العبرية والتركية بجانب لغته العربية الأم. " محمد عبد الله المحلوي" صانع الحلوى الأول في تاريخ اليمن المعاصر، الرجل الذي تجاهلته ثرثرة التاريخ ومرت عليه مرور الكرام، وغاب عن جيل الثورة كغيره من القدوات. كانت مهمة تجهيل الشعب سياسة إمامية متعمدة لضمان استمرار الحكم الإمامي القائم على قواعد من الخرافة السلالية، لهذا كانت حرب الامامة ضد التنوير مستمرة فهي نظام يحارب العلم وأسس النقد الديني والعلمي والمعرفي والسياسي، نظام مغلق على ذاته حاول سجن اليمنيين في أتون الخلاف ووضعه موضع المتلقي الذي يفرض عليه تقديس كل ما يقوله الحاكم وكل ما يفرضه مذهبه على اليمنيين دون السماح لهم بالنقد والقراءة المغايرة للمفاهيم المعممة التي يعد الخروج عليها بنظرهم كفرا! كان العلم هو التهمة التي التصقت بمحمد عبدالله المحلوي مبكراً، فلم يكتفي الصبي بسنواته في " المعلامة" بل أصر على دخول المدارس العثمانية عدة سنوات قبل أن يرغمه أهله على تركها، لكن ذلك لم يجعله يتوقف عن المطالعة والاجتهاد عبر كل ثغرة علم يجدها، وعلى الرغم من قلة تلك المنافذ أمامه كانت القراءة الواعية ونقد الكتابات الدينية مهمة المحلوي الأولى في مواجهة خرافة السلالة وعلمائها الذين ملأوا الدنيا حديثا عن قدسية السلالة ووجوب طاعتهم لم تكن معاناة اليمن من الجوع والفقر والامام الظالم هي مبعث اليأس التي قد يصاب بها أي قارئ للتاريخ اليمني في تلك الفترة وحسب، بل كان على رأسها محاولات الامامة اقناع الشعب بان معاناته التي تجرعها عبر مئات السنين وأن جميع ما يقع عليه من أهوال ومصائب هي إرادة الله التي يتوجب عليه قبولها والدفاع المستميت ضد أي محاولة للمساس بها، لذلك وجد المحلوي وجوب الاتجاه نحو اليمني ومحاولة توعيته للبدء في مشروعه التحرري. تمكن المحلوي عبر ما أثاره من قضايا هو وفيلسوف الثورة حسن الدعيس من كشف العديد من عقد التزييف الامامية التي جوبهت بالرفض والإنكار لحد التكفير ومنها باب الوسيلة وتدريس القران بالأجرة والإمامة والولاية وغيرها حتى سرت الدعاية الإمامية أنهم يمثلون جماعة تحب معاوية وتبغض آل البيت ويوالون النصارى، وهي ذات التهمة التي يطلقها الاماميون الجدد على الاحرار اليوم. ترى ما الذي كان يفكر به صانع الحلوى وهو يقف على اناء طبخه، لم تكن الحلوى فقط، بالتأكيد كان يبحث خلال نضجها عن الطريقة الأنسب لإيقاظ أكثر عدد من العقول، وقد تكون شعلة موقده القديم هي من امدت قضيته بإيمان مطلق جعله الأب الروحي لغالبية مناضلي ثورة 1948 م ومن بعدها ثورة 1962م كما أجمعت مذكراتهم. اتخذ الأب الروحي أسلوب بسيط لمناقشة قضيته، دون أن يميز بين مثقف واميّ، لم يراعي تباين الأعمار ولم يقف أمام اختلاف الطبقات الاجتماعية، كل تحدث له بالأسلوب الذي وجده مناسب له، فعلها وحيداً خلال سنوات طويلة، أخذ على عاتقها الرفض الساخر والتهم والنبذ، ودون أن يتلقى دعم من جهة أو حتى مجرد اطمئنان لمن يحمي ظهره. حارب المحلوي تقديس الإمام والغلو في حبه ومحبة ال البيت، يتساءل المحلوي كيف يمكن أن نفرق بين الرجل الذكي والرجل الغبي فيجيب إذا رأيت الرجل يقول بوجوب الولاية فهو غبي ومن يقول بالشورى فهو ذكي آمن الشهيد ان مسألة تكوين الوعي الديني والفكري للأشخاص والمجتمعات مهمة في صنع الشخصية والهوية الوطنية وهي المحرك الفعلي في البناء الصحيح للدولة والمجتمع سأله أحدهم يوماً: " أفنيت عمرك وما تملك وأنت على هذا الحال، ولم تحصل إلا على السخرية والاتهامات المهينة، فأجاب عليه مبتسماً وكأنه يحدث طفل يقف على دكانه يسأله قطعة من حلواه: " إن لم انل منه شيء اليوم، " فحزوية طعيمة" ! ... إلا أن تلك " الحزوية " لم تبق مجرد تسلية بعد أن تأثر بها الكثير، وانضموا الى قضية محمد المحلوي وأهدافه النبيلة حتى وصل صداها للمجرم يحيى حميد الدين، الذي شعر بوجوب إسكات ذلك الصوت، القي القبض على صانع الحلوى ورفاقه واودعوا السجن شهور طويلة بتهمة الزندقة والكفر، قبل أن تنتشر تساؤلات الناس عن منطقية تلك الاتهامات، حاول الامام طويلا اخراج الرجل المسن من محبسه بعد أن اصابه المرض وطالته الانتقادات، فاشترط عليه مغادرة صنعاء في سبيل إخراجه من السجن، لم يأخذ المحلوي وقت للتفكير ورفض العرض، حتى أضطر الإمام لإخراجه ولم تكد تمضي بضعة أيام حتى أنتقل الأب الروحي محمد عبدالله المحلوي إلى بارئه، ويقول العزي صالح السنيدار في موته: " مات محمد المحلوي الذي كان له الفضل في إخراجي من عالم الجمود إلى عالم الحرية، المجاهد الصابر الذي لقي الأمرين في سبيل إيقاظ هذا الشعب النائم" . عبدالله اسماعيل، نور ناجي، د لمياء الكندي