تعز، ، تاريخ من الرفض

1.9 ألف منذ 4 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
تعز، ، تاريخ من الرفض على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. من هنا مرَّ ثوار سبتمبر، وأكتوبر، بخطى واثقة، وسُكون تعدى حُـدود الصمت، وربـاطة جأش اجتـازت جدار الخـوف، في ذلك الدار العتيق حلوا، وخلف جدرانه المُكتومة تهامسوا، وخططوا، وقرروا، تعلموا من تعز معاني التضحية والفداء، من هواها العليل تنفسوا عبق الحرية، ومن نداها العذب ارتشفوا ماء المحبة، ومن دمعها الغزير ذاقوا طعم الصبر، ومن طموحات أبنائها استشرفوا الغد المُشرق، وتحت شلالات ضوئها المُنسكب صاغوا قرارهم الأول، وفي طبيعتها الساحرة، ومآثرها العريقة، تأملوا وجه اليمن البهي، النقي، الخالي من ملوثات الحضارة، وأدران الحياة، وعلى وقع نغمات هديلها أيوب، سحقوا الباغي، دكوا الظلم، جاؤوا بالمحالِ. غادر الأحرار تعز، ولم تغادرها روح ثورتهم، وحين كادت الجمهورية التي أسسوها وعمدوها بدمائهم وتضحياتهم أن تسقط في وحل الإمامة، ومُستنقع النكران، تولت الحالمة مهمة الدفاع عنها، بكل ما أوتيت من وطنية، أعادت لها وهجها، وعنفوانها، وحولت مسار حياة أعدائها إلى كوابيس، انكسروا تحت أسوار مقاومتها المنيعة، ذاقوا وبال غضبها، أصلتهم بنار صبرها، وجرعتهم كؤوس المنون. حسب أدبيات الأحرار الأوائل، كان من المُقرر أن تكون تعز مُنطلق الثورة، إلا أن مَرض الطاغية أحمد حميد الدين أجل ذلك، وحين تحقق موته، لفظت تعز جثمانه، وشهدت صنعاء مقر ابنه محمد البدر تفاصيل تلك البداية، وبما أن تعز هي الأصالة والأصل، فقد كانت وما زالت خير داعم وسند للثورة السبتمبرية، الثورة التي خذلها كثيرون ذات سبتمبر. بالأمس أوجد الأئمة السلاليون المُبررات الدينية الدنيئة لاستباحة دماء وأموال أبناء المناطق الوسطى والغربية والجنوبية، كفّروهم بالجملة، واتهموهم بالعمالة، واللافت في الأمر أن ذات التهم والمُبررات كررها الإماميون الجدد في حق أحفادهم، مع اختلاف بسيط في التشبيه والتسمية، فـ (كفار التأويل) أصبحوا تكفيريين، ودواعش، و(إخوان النصارى) اصبحوا عملاء لإسرائيل، وأمريكا، والسنغال! بتعالٍ فج، ونشوة بردقان عابرة، عبر الإماميون الجدد إلى محرقتهم، إلى حتفهم، حسبوا أن تعز سهلة المنال، ولقمة سائغة، وفاتهم أن أبناءها لم يعودوا رعية الأمس، حاملو المحراث، لقد تسلحوا بالعلم والمعرفة، وتفننوا في ترويض البندقية، كما تفننوا في ترويض القلم، أجادوا فن تصويبها فوق رؤوس الإماميين، دفاعاً عن الأرض والعرض، وبات النصر خيارهم الوحيد. تعاملت مليشيات الحوثيين مع محافظة تعز بعداء منقطع النظير، فرغم أنه تم طرد المليشيات الحوثية من عدة محافظات منذ بدء الحرب، وطردها من أجزاء كبيرة من محافظات أخرى، وتكبدها خسائر فادحة في مختلف الجبهات، إلا أن عداءها لتعز لم يتكرر إزاء أي محافظة أخرى باستثناء محافظة مأرب، ويعني ذلك العداء أن المليشيات الحوثية موجوعة من مارب و تعز أكثر من وجعها من أي محافظة أخرى، لدرجة أنها تحرض على القتال ضدهما في المساجد وفي الدورات الطائفية لمقاتليها، كانت مليشيات الحوثيين تنظر لمحافظة تعز في بداية الانقلاب على أنها الهدف الأسهل والسيطرة عليها ستكون بدون إطلاق رصاصة واحدة، خصوصا أن تعز كانت مطوقة بألوية، وتتواجد داخلها قوات أمنية ومعسكرات أخرى وكان هناك اعتقاد لدى الحوثيين أن تعز يمكن السيطرة عليها بـ" طقم" عسكري واحد فقط، نظرا لمدنيتها وسلميتها وعدم انتشار ثقافة القتل وحمل السلاح فيها. وبعد السيطرة على العاصمة صنعاء، كان الهدف التالي هو السيطرة على محافظة تعز، وعندما واجهت مليشيات الحوثيين المظاهرات السلمية الرافضة للانقلاب بالرصاص الحي، حمل أحرار المحافظة السلاح وأعلنوا الحرب دفاعا عن كرامتهم وحريتهم ورفضا للانقلاب على السلطة الشرعية. لم تكن المعركة في محافظة تعز مجرد نزهة لمليشيات الحوثيين فالمحافظة المعروفة بمدنيتها وسلميتها عندما حمل أحرارها السلاح أصبحت عصية على الانكسار أكثر من المحافظات القبلية التي ينتشر فيها السلاح بمختلف أنواعه، وتمكن أحرار تعز من تحرير المدينة ومديريات أخرى شارعا شارعا وبأسلحة خفيفة وبدائية، وكان الطريق المؤدي إلى تعز يضج يوميا بذهاب المسلحين الحوثيين للقتال هناك وعودة قوافل القتلى حصار الحوثيين لمحافظة تعز، وارتكابهم مختلف الجرائم ضد المدنيين هناك، يعكس أحقادا ضد المحافظة التي كسرت المشاريع السلالية، وتشكل حجر عثرة أمام المشروع الحوثي السلالي الكهنوتي ومن ورائه المشروع الإيراني الطائفي التخريبي في اليمن ومنطقة المشرق العربي بشكل عام ذلك الحصار كان نتيجة لادراك الإرهاب الحوثي أن القتال في تعز لن يعود عليه الا بالخسران المبين، وأن أي مواجهة عسكرية هناك ستكون نتيجتها الهزيمة المؤكدة كان الحصار الخيار البديل عن المواجهات العسكرية، ووسيلة لحشر تعز في حالة من الموت البطيء لم تستسلم تعز أمام محاولات تركيعها، وخاضت مواجهات عنيفة مع مليشيات الحوثيين حتى تمكنت من فك الحصار يشكل جزئي، فواجهت مليشيات الحوثيين ذلك بمزيد من القصف العشوائي ضد الأحياء السكنية وقنص المدنيين واستهداف مرافق حيوية من حين لآخر، فتعددت جراء ذلك أوجه معاناة المدنيين، وازدادت الأوضاع الإنسانية سوءا، وتكشف تقارير حقوقية مدى بشاعة الإرهاب الحوثي بحق أبناء تعز، والثمن المر الذي تدفعه المحافظة كضريبة للحرية والكرامة ورفض الانقلاب على السلطة الشرعية ورفض المشروع الإيراني التخريبي في البلاد. ففي منتصف ديسمبر الماضي، أكد تقرير لمنظمة " رايتس رادار" لحقوق الإنسان ﻣﻘﺘﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﻼﺛﺔ آلاف ﻣﺪﻧﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎت ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺗﻌﺰ. ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ مليشيات ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻟﻸﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻜﻨﺔ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎً، ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺎﺭﻭﺧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ، ﺃﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ 691 ﻣﻮﺍﻃﻨﺎً ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2020، ﻣﻨﻬﻢ 338 ﺭﺟﻼ، ً ﻭ252 ﻃﻔﻼ، ً ﻭ101 ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﺟﺮﺡ 2898 ﻣﺪﻧﻴﺎً، ﻣﻨﻬﻢ 1013 ﻃﻔﻼً، ﻭ1606 ﺭﺟﺎﻝ، ﻭ279 ﺍﻣﺮﺃﺓ. عبدالله اسماعيل، بلال الطيب، بالمسند