كيف حاولت السلالة استجداء دعم القبيلة بتزوير انسابها؟ |قراءة في كتاب (قبيلة قيفة، مذحجية لا لهبية)

5.6 ألف منذ 4 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
كيف حاولت السلالة استجداء دعم القبيلة بتزوير انسابها؟ |قراءة في كتاب (قبيلة قيفة، مذحجية لا لهبية) على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. رابط تحميل الكتاب: الرابط الخارجي تحالفات الإمامة مع بعض زعماء القبائل القوية التي كانوا يخشونها، لم يكن تحالف الند للند، أو تحالفا قائما على الاحترام والمكانة، التي يفترض أن تحظى بها هذه القبائل، فكان نظام الرهائن، وغيرها من السياسات الإمامية، جزءا لا يتجزأ من استهداف القبائل واهانتها ورموزها وتقنين العلاقة بينهما وفق مبدا السيد والمسود رغم تلك التحالفات. وبعيدا عن الواقع الحربي الذي فرضه الوجود الإمامي على كل القبائل المعارضة لهم، وكل ما تسبب به من قتل وتنكيل وسبي، نتطرق في موضوعنا هذا إلى الشكل الآخر من أشكال محاولات إخضاع الإمامة للقبائل الكبيرة والقوية، تحاشياً للاصطدام والمواجهة معها، وذلك عبر أساليب الكذب والتزوير، القائم على فكرة الإغراء بما يمكن أن تمنحه مسالة الانتساب إليهم من مكانة هم في غنى عنها أصلا، فهذه القبائل هي أهل الشوكة والمكانة والشرف ولا تحتاج ان تنتسب لغير اليمن وتاريخه. عمدت الإمامة لجعل مسألة الانتساب للبيت العلوي الهاشمي القرشي، مقام تشريف لكل من ينتسب له، وهي الخديعة الكبرى الذي حاول هؤلاء من خلالها سلب العديد من اليمنيين هويتهم التاريخية والسياسية العريقة. ومن تلك القبائل قبائل قيفة فباعتبارها أهم وأقوى القبائل اليمنية، أثارت خوف وطمع الأئمة فيها ومنها، تحاشى الأئمة المواجهة معها، ووضعوا في سبيل ذلك العديد من الخطط والأساليب التي تحاول ضمها ضمن دائرة الولاء والمناصرة لهم، والاستفادة من موارد هذه القبيلة البشرية والقتالية، القوية لصالحهم، إضافة إلى موقعها الذي يتوسط اليمن، فحاول الأئمة إحداث نوع من التلاعب بالتاريخ والهوية والمكانة الحقيقية لهذه القبيلة اليمنية الأصيلة والعريقة تولى الأستاذ والباحث جبر القيفي المذحجي اليعربي فضح إحدى أشكال التدليس والتزوير التاريخي الذي تعرضت له قبيلة " قيفة" الأبية، من قبل الامامة والذي تطرق إلى إغرائها بانتسابها إلى خرافة آل البيت، تعامل مروجو هذه الادعاءات بذكاء تجاه هذه القبيلة التي تم تزوير نسبتها إليهم، ولكنها نسبة ضمنت بقاء هذه القبيلة، خارج التطلعات السياسية في الحكم، كون النظرية الهادوية، تحصر الأحقية بادعاء الامامة، محصورا في " البطنين" أي أن يكون مدّعوها فقط، من أبناء الحسن والحسين، في حين تم خط شجرة نسب مزورة لقبيلة " قيفة" ترجع نسبهم إلى " أبي لهب" ، وهنا يكمن مكر الامامة، وسخفها أيضا في التعامل مع كل القبائل والبطون خارج النسب العلوي. لقد اوجد الباحث " جبر القيفي" في بحثه، العديد من الدلائل والتحقيقات التي تفند من الادعاءات الامامية بهاشمية وقرشية قبيلة قيفة، بأسلوب منهجي وعلمي، ليضمنها في بحثه المعنون بـ" قبيلة قيفة مذحجية لا لهبية" ، ليمثل هذا البحث دراسة كافية حول الأصول التاريخية والاجتماعية للقبيلة، ودورها وتأثيرها في العمق الاجتماعي اليمني، ساعيا إلى إثبات الهوية التاريخية لها بعيدا عن خزعبلات العنصرية السياسية والمذهبية لخرافة آل البيت. أورد الباحث جملة من الأسباب التي حملت دعاة الامامة الزيدية الهادوية، على محاولة استقطاب هذه القبيلة، والسعي لتطويعها وفق تطلعات الامامة التسلطية على اليمنيين، جاعلين من اختلاق قرشية وهاشمية قبيلة " قيفة" ، حافزا لبعض أبنائها، لمد يد العون والنصرة لمشروعهم الطبقي، اول تلك الأسباب عمق ومكانة موقع القبيلة وأهميته، حيث يرجع إلى " سرو مذحج" ، في محافظة البيضاء، قلب اليمن، حيث تنتشر قبيلة " قيفة" ، في ثلاث مديريات هي الشريه، وفيها " قيفة السفلى" ، وتتواجد " قيفة" في مديرية رداع والعرش، وقرى أخرى بمحافظة البيضاء، إضافة إلى تواجدها خارج محافظة البيضاء كـ" إب" ، و" صنعاء" ، ودول الخليج وغيرها. وثانيا: كثرة عدد أفرادها واتسامهم بالقوة، والنصرة، والعديد من القيم القبلية والدينية التي شكلت سببا لمحاولة الامامة تامين نفسها من أي صدام ومواجهة معها واتباع أساليب أخرى، تزييف نسبها احد تلك الأساليب لمحاولة كسب قبيلة قيفة إلى ضمن البيت الهاشمي، لتحويلهم إلى أتباع لهم، والضرب بهم أمام خصومهم، وتفريق جمعهم، كي يتمكنوا من ذلك الشق الذي أحدثوه في القبيلة الواحد والكبيرة من التفرغ للسيطرة على باقي القبائل والمناطق المعارضة لهم. ولعل ما ينبغي التنويه اليه في هذا السياق، أن هذه السياسة الإمامية الخبيثة فشلت فشلا ذريعا في محاولة تحييد القبيلة، ورأينا كيف كانت قيفة في صدارة من واجهوا الزحف الحوثي في العام ٢٠١٤، وقدمت في سبيل ذلك ولا تزال تقدم، الآلاف من خيرة أبنائها سواء في نطاقها أو في كل مواقع الشرف والبطولة على امتداد رقعة الوطن، وهو ما فشل أيضا في قبائل أخرى بل على مستوى الأشخاص والعائلات في الكتاب اثبت الباحث قبيلة قيفة الى مذحج كما اثبت بطلان انتساب قيفة لأبي لهب. وهو ما يمثل صلب موضوع الدراسة هذه، حيث أورد الباحث العديد من الدلائل التي تؤكد كون قبيلة قيفة قبيلة مذحجية عريقة، تعود إلى عصر ما قبل الإسلام، وقبل تكوّن حلف قريش في مكة، ومنها ورود ذكر هذه القبيلة في النقش الأثري بخط المسند، كما جاء ذكر قيفة في كتاب ابن الكلبي، كتابه " نسب معد واليمن الكبير" والذي يرجع فيه نسب قيفة والمصعبيين إلى مراد مذحج، قبل أن تخلق قريش في مكة بقرون طويلة. أما عن كذب الادعاءات الرسيّة بنسب قبيلة قيفة إلى البيت اللهبي فقد حقق الباحث حول هذا الادعاء القائم على أساس تفكيك القبيلة الواحدة " مذحج" وتسخيرها لمناصرتهم، وذلك عبر الزعم بوجود مشجرات تثبت نسب قيفة لأبي لهب ومنها المشجر الوحيد لأبي " علامة الهاشمي" ، الموسوم بـ" روضة الألباب وتحفة الأحباب وبغية الطلاب ونخبة الاحساب بمعرفة الأنساب" وهو ادعاء باطل حيث قام الباحث بالرجوع إلى ذات الكتاب المزعوم فلم يجد أي ذكر لقيفة على الإطلاق في هذا المشجر، وأن الترويج لهذا الادعاء كان محكوما إلى جهل الناس، وأخذهم للأخبار من غيرهم دون العناية والرجوع إلى التحري والتفحص الذي ينفي هذه الفكرة أو يثبتها. عبدالله اسماعيل، د لمياء الكندي، بالمسند