علي عبد المغني | الشبل الذي سحق امامة الدجل

2.3 ألف منذ 4 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
علي عبد المغني | الشبل الذي سحق امامة الدجل على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. لم نكن محاولة تغيير اسم مدرسة الشهيد السبتمبري العظيم القيل البطل علي عبد المغني في مديرية بلاد الروس بصنعاء، باسم مدرسة الحسن بن علي، حدثا عابرا ولا يجوز ان يمر دون اهتمام هذه السلالة المتوردة على أرض اليمن السبأحميرية ماضية في هوشمة كل ما هو يمني وطمس هوية اليمن، ومعالمه، ورموزه العظام، واستبدالها بالهوية السلالية. السكوت عن هذا الحدث والرضوخ لهذه السلالة، سيخرج أولادنا زنابيل لهواشم الغد لا يعرفون إلا الرموز الكهنوتية، ويتبركون بالأضرحة وقباب وقبور السلالة لكن لماذا علي عبد المغني؟ هذا الشاب البطل صحا ذات يوم والدجل الكهنوتي يحيط به، ورمَد الخرافات يغطي على عيون شعبه، ويسلب عقولهم، يجعلهم يقدسون أسراً امامية غازية لا تؤمن إلا بالعنصرية، وتنظر إلى بقية الشعب من اليمنيين على أنهم عبيد لسلالتهم، فأخذ على عاتقه تحرير هذا الشعب العظيم من رجسهم ونذر لهذا الهدف شبابه وعمره، برغم سنه الذي لم يتجاوز العشرينات لكنه كان إشراقة الفجر السبتمبري البهي وصبح اليمانيين الوضاء الذي أطلوا من خلاله على الدنيا بعد دهور من العيش في دياجي الامامة السلالية الارهابية. كان القائد الشهيد علي عبد المغني مصطفى الأول الذي ناجاه البردوني وهو يتحسس طريق الفجر، مصطفى الذي خرج من بين الجماهير معلنا الثورة - ولد علي محمد حسين عبد المغني في بيت الرداعي مديرية السدة محافظة إب العام 1937، وتوفي والده وهو في الرابعة من عمره. تلقى تعليمه الأولي في كتّاب منطقة “نيعان”، وهناك ختم القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره. - في العام 1946م انتقل علي عبد المغني إلى صنعاء لمواصلة دراسته والتحق بمدرسة الأيتام - التقى علي عبد المغني في صنعاء بالمناضل جمال جميل، قائد ثورة 1948، التي أطاحت بالإمام الأب وفشلت، وما إن وصل وسلم عليه حتى دعاه جمال جميل وأجلسه بجانبه وسأله سؤالا مختصرا: فيمَ تكون السعادة؟ وكانت الإجابة هي الأخرى مختصرة: “السعادة تكون في الحرية”، فضمه جمال جميل إلى صدره وقال وهو ينظر إليه بتأمل كبير: “لو فشلت ثورتنا -لا سمح الله- فهذا الشبل هو الذي سيسحقهم ويكمل ما بدأناه”، وكان علي عبد المغني حينها لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره. في عام 1958 التحق علي عبد المغني بالكلية الحربية ضمن الدفعة الثانية المعروفة حتى الآن باسم دفعة علي عبد المغني، وتخرج منها متفوقا بالمرتبة الأولى. - بعدها التحق بمدرسة الأسلحة بمعية عدد من خيرة الضباط من خريجي كليات الحربية والطيران والشرطة، منهم محمد مطهر زيد، ناجي الأشول، حمود بيدر، عبد الله عبدالسلام صبرة... وغيرهم. - بعد تخرجه في مدرسة الأسلحة قام بزيارة إلى قريته وكان يومها قد بلغ 22 عاما وصحبه عدد من زملائه وكان ذلك في العام 1961، تفقد أهله في “المسقاة” و”بيت الرداعي” و”حرية” وأقام عند والدته يومين. وحرصاً عليها من أن تصلها أخبار سيئة عنه أثناء غيابه صارحها بأنه مقبل على عمل كبير هو وزملاؤه، وأوصاها أن تدعو له، ألحت عليه أن يخبرها بما هو مقبل عليه ليطمئن قلبها، فسألها عن رأيها في بيت حميد الدين. فأجابته بفطرتها النقية: “ما يقومون به لا يرضي الله ولا رسوله”، وزادت بقولها: “أمرهم إلى الله”، فأدركته ابتسامة عريضة وشعور عميق بالفرح، ثم قال: “والله يا أمي ما تسمعي عن ولدك إلاَّ ما يسر خاطرك، وأما بيت حميد الدين فو الله ما يذبحوني ولن أموت إلاَّ موتة الأبطال”. - ثم توجه إلى مدينة تعز وهناك قام بالاتصال بخلية الضباط الأحرار في ديسمبر 1961م كان ميلاد تنظيم الضباط الأحرار بعد مشاورات ومحاولات عديدة أفرزت هذا التنظيم الذي أخذ طابع السرية في عمله وتحركاته. وكان علي عبد المغني واحدا من أبرز المؤسسين لهذا التنظيم، وتولى مسؤولية إحدى خلاياه وكانت تضم عشرة أعضاء. قبل ذلك، وبالتحديد في عام 1956، عندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي قاد علي عبدالمغني مظاهرة طلابية مهيبة وجهت رسائل هامة وحاسمة للإمامة، وكانت أول مظاهرة تشهدها صنعاء، وعلى إثر ذلك تم اعتقاله وسجن في “الرادع” مع مجموعة من زملائه الطلبة وقد خرجت مظاهرة أخرى تطالب بالإفراج عنه. بعد تأسيس تنظيم الضباط الأحرار أجرى علي عبدالمغني اتصالات عديدة وتواصل مع العلماء والمثقفين والمشايخ وكل الأحرار داخل اليمن وخارجها للإعداد للثورة. في شهر يوليو 1962، التقى بالزعيم جمال عبدالناصر على متن باخرة مصرية في البحر الأحمر بشرم الشيخ، وحصل خلال هذه الزيارة على وعود من الزعيم جمال عبدالناصر بدعم ونصرة الثورة اليمنية. بعد عودته من مصر نظم مظاهرة للطلبة في كل من صنعاء وتعز والحديدة في شهر أغسطس 1962، كان يؤمن بأن المظاهرات هي الجرس الذي سيوقظ اليمنيين من سباتهم، وأنه إذا صحا الشعب من نومه فهو القادر والمتكفل بحماية الثورة. ليلة تفجير الثورة اجتمع مع مشايخ اليمن الذين وصلوا صنعاء لمبايعة الإمام وأقنعهم بالمشاركة في الثورة إلى جانب الضباط. في صباح يوم السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962، ارتقى محمد الفسيل منصة إذاعة صنعاء ليقرأ أول بيان أعلن فيه قيام الثورة وسقوط عرش الإمامة إلى الأبد. بعد ذلك عين علي عبد المغني عضوًا فيما عرف بـ”مجلس القيادة”، إلى جانب المشير عبدالله السلال، وعبدالله جزيلان، وعبد السلام صبرة وآخرين. بعد أيام قليلة من قيام الثورة والجمهورية كلف بقيادة حملة عسكرية إلى منطقة “حريب” في مأرب لمواجهة الحشود الملكية، التي بدأت تستعد لإعلان الحسن بن يحيى حميد الدين إمامًا بمساعدة خارجية، وقد استشهد علي عبد المغني في هذه المعركة وكان ذلك في أكتوبر 1962. وبرحيله خسر اليمن واحدا من المناضلين والقادة الأحرار العظام الذين وهبوا أنفسهم منذ اليوم الأول لمجابهة الظلم والطغيان والانتصار للحرية. ويروي بعض رفاقه الثوار أنه كان يردد دائماً: “اللهم أسمعني إعلان الجمهورية وأموت” وقد تحقق له ذلك وسمع اعلان الجمهورية لمدة سبعة أيام ومات شهيداً رحمه الله. عبدالله اسماعيل، علي عبدالمغني، بالمسند