اليمنيون | ابادةٌ جسديةٌ وثقافية
وصف الفيديو
اليمنيون | ابادةٌ جسديةٌ وثقافية على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. للتفاصيل ومراجع الحلقة مقال همدان العليي على الرابط التالي الرابط الخارجي
تترك حركة الحوثي السلالية المدن، وتتوجه إلى القرى التي تتواجد فيها أعرق القبائل اليمنية للسيطرة عليها، وعندما تنجح في السيطرة على قبيلة دون قتال تهجر من يعارضها فيها، وتستهدف أهلها بالقتل والتهجير، في " إبادة جسدية" للسكان، ثم يلتفتون إلى الأبناء فيخضعونهم لدورات خاصة بهم لنشر فكرهم العنصري، وهذا ما يوصف بـ " الإبادة الثقافية" .
يؤكد خبراء القانون أن تدمير جماعة أو شعب يمكن أن يتم من خلال استهداف ثقافته بشكل ممنهج لينتهي الأمر بإنهاء روحه ثم وجوده، " وبالتالي لا يمكن حصر الإبادة الجماعية على مظاهرها الجسدية وحسب" بل يمكن التأكيد على العلاقة المباشرة بين العنفين الثقافي والجسدي، واشتهرت في هذا السياق مقولة للشاعر الألماني الشهير هاينريش: " أينما تحرق الكتب، فسينتهي الأمر بحرق البشر أيضًا" وهذا ما جعل فقهاء القانون يعدون مفهوم الإبادة الجماعية الحالي ناقصًا، ويطالبون بسن تشريعات خاصة بالإبادة الثقافية.
عندما نتحدَّث عن ثقافة أي مجتمع أو جماعة، فنحن لا نقصد مجرد الأفكار، فالثقافة هنا هي السلوك والطبائع والوجوه المميزة والبارزة لمقومات الجماعة أو الأمة التي تميز بها عن غيرها بما تقوم به من العقائد، والقيم، واللغة، والمبادئ، والسلوك والمقدسات، والقوانين، والتجارب، والمعارف، والمعتقدات، والعادات والتقاليد، والقيم، وحتى القوانين، وضوابط ومحددات أي جماعة أو شعب.
وقد عرفت موسوعة الدراسات السوداء الإبادة الثقافية، إفناء متعمدًا وممنهجًا لثقافة شعب ما، من قبل مجموعة أخرى
وفصّل الكاتب الأمريكي ديفيد نرسسيان بعض أشكال الإبادة الثقافية، مؤكدًا أنها " تمتد أكثر من تلك الهجمات على عناصر المجموعة المادية أو البيولوجية لتشمل القضاء على كل مؤسساتها بنطاق واسع. ولو طبقنا ما ذكر في توصيف الإبادة الجسدية والثقافية فسنجد أن ما يحدث في اليمن ليس مجرد حرب، وإنما هي عملية اجتثاث مجموعة من البشر، واستزراع آخرين يحملون فكرًا مغايرًا، وأنه يتم استنادًا إلى اعتقاد بتميز عرق عن غيره من اليمنيين. نوصف جرائم الحوثيين بالإبادة الثقافية، لتوفر عدد من الأركان في تحديد وقوع الإبادة الجماعية الجسدية، وهي:
الركن المادي: يتمثل في القيام أو الامتناع بأفعال تهدد المصالح الجوهرية، لفئة معينة دينية، أو عرقية، أو سياسية معينة، على أن يكون القصد من هذه الأعمال القضاء على معتقدات أو ثقافة جماعة أو أقلية معينة بشكل جزئي أو كلي
ومن أمثلة هذه الممارسات التي تعدُّ جريمة إبادة ثقافية في اليمن تسخير العملية التعليمية الأساسية والثانوية والجامعية والمهنية لتغيير هوية وثقافية اليمنيين، وتجنيد الأطفال بهدف صياغة أفكارهم ومعتقداتهم، واستغلال كافة وسائل الإعلام لنشر فكرهم، والإلزام بما يسمى بالدورات الثقافية التي تقيمها للموظفين قسرًا، والتهجير، وتفجير المنازل، والتجويع، وتغيير أسماء الشوارع والقاعات والمؤسسات، ومصادرة الكتب، وملاحقة أصحاب المعتقدات المخالفة، وغيرها
الركن المعنوي: لجريمة الإبادة الثقافية، يقوم على القصد الجنائي العام، وهو قصد ارتكاب الجريمة بدافع سياسي أو ديني أو عنصري، والقصد الخاص هو نية إلحاق ضرر جسيم بمعتقدات الجماعة الفكرية أو الثقافية أو محوها بصورة نهائية. وهو ما يتحقق بإعلان الحوثي نشر ما يصفونه بـ " الهوية الإيمانية" ، و" الثقافة القرآنية" ، وهي مشاريع فكرية هدفها اجتثاث هوية اليمنيين التاريخية، وإلغاء التنوع العقائدي، ونشر معتقدات الجماعة التي تجعل من حكم السلالة الرسية شرطًا أساسيًا من شروط الإسلام والوطنية، ومن يخالف فهو كافر وملحد، أو على أقل تقدير خائن، أو عميل، وفاسد الركن الشرعي: كثير من الجرائم التي يمارسها الحوثيون بغية محو هوية اليمنيين يعاقب عليها القانون المحلي، أما على المستوى الدولي، فقد تعامل القانون الدولي الإنساني مع العديد من هذه الجرائم، ويمكن اعتبار اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة، واتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية، مداخل قانونية للتعامل مع هذا النوع من الجرائم الحوثية.
الركن الدولي: معظم هذه الحقوق أصبحت من صميم اهتمام القانون الدولي الذي لا يشترط أن يكون الجاني والمجني عليه ينتمون إلى دول مختلفة، بل يمكن أن يكونوا من دولة واحدة. فعلى سبيل المثال: الإبادة الجماعية التي تعرضت لها قبيلة التوتسي على يد قبيلة الهوتو في جمهورية رواندا، والتي بسببها تأسست المحكمة الجنائية الدولية الخاصة برواندا من قبل مجلس الأمن الدولي. وبالتالي، فإن الركن الدولي حاضر في جريمة الإبادة الثقافية التي يتعرض لها اليمنيون على يد جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
لقد وضعت المحكمة الجنائية الدولية معيارًا خاصًا بها أسهم في تحديد انتماء الأشخاص المتورطين في الجرائم من خلال القول إن: " قبائل التوتسي كانوا يشكلون جماعة اثنية مختلفة في أذهان مرتكبي الجريمة (قبيلة الهوتو)" وبهذه الطريقة أكدت أن الهويات الجماعية، ومنها الاثنية، هي هويات متخيلة، أساسها أفكار سائدة في المخيال الاجتماعي المهيمن في بيئة اجتماعية معينة. المحكمة الدولية تعاملت مع الجرائم المرتكبة في جمهورية روندا باعتبارها إبادة جماعية نفذتها قيادات قبائل الهوتو ضد قبائل التوتسي، إضافة إلى شخصيات قبلية وعسكرية من الهوتو نفسها كانت تعارض سياسة قبائل الهوتو الإجرامية.
في اليمن، فالسلالة التي أشعلت الحرب وتسببت بحدوث أكبر أزمة إنسانية معاصرة، تصرُّ على تمييز نفسها عرقيًّا عن بقية اليمنيين، فهي ترى نفسها عرقًا مختلفًا ومميزًا، وهذا التميز يستتبعه استحقاق ديني، وسياسي، واقتصادي، وثقافي، واجتماعي
عبدالله اسماعيل، همدان العليي، بالمسند
التصنيف:
العلوم والتكنولوجيا