26 سبتمبر | عنفوان العزة ومواكب البناء | اليمن

1.2 ألف منذ 4 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
26 سبتمبر | عنفوان العزة ومواكب البناء | اليمن على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. اليمن هذا البلد الكريم ذو الحضارة العريقة والثراء المدهش في الفنون والتضاريس والمناخ، وصاحب الموقع العبقري بين الشرق والغرب وصاحب السجل العظيم في الانجازات والفتوحات والعمران والعلوم... هذا البلد ابتلي باكبر نكبة في التاريخ وهي الامامة الكهنوتية العنصرية التي كبحت تطوره ودمرت تاريخه وأوجدت بين أهله الثارات والنعرات، وشردته الى كافة بقاع الأرض. هذا البلد صنع ميلاده وانبعاثه الاعضم يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962 في واحدة من انصع صفحات اليمن وفي ملحمة كانت الاكتمال الاقدس لنضال اليمنيين ضد الكهنوت والعنصرية لا تكتمل مسيرة الظلم إلا بوجود طرفين أحدهما تجبّر وظلَم، والآخر قَبِل واستكان، وكلاهما يتحمل المسؤولية فيما ترتب على هذا الظلم وتلك الاستكانة. مع هذا، من اللازم علينا كيمنيين، عدم الإسراف في جلد الذّات خصوصاً عند معرفتنا أن تاريخ الشعب اليمني طيلة الدويلات الإمامية المتقطعة، لم يكن سوى سلسلة من محاولات الانعتاق تنوعت ما بين الثورة والإصلاح. منذ أن جاء الغازي يحيى الرسي 284 هجرية، استمر المشروع الكهنوتي ما يزيد عن ألف ومئة عام، كمشروع هدم للذات والحضارة اليمنية، لكنه لم يتمكن من الحكم إلا في فترات متقطعة وعلى مناطق محدودة من اليمن. ولو استمرت إحدى الدويلات الإمامية فترة سبعين عاما على كامل الأرض لما بقي لليمنيين كيان ولا ذرية لأن فترات الأئمة السلاليين كانت على الدوام فترات مذابح وحروب وهلاك للإنسان والعمران والعلوم. خلال هذه المدة الطويلة تداول اليمنيون حكم بلادهم منذ الزياديين والحواليين واليعفريين والصليحيين والنجاحيين والرسوليين والزريعيين والكثيريين والقعيطيين والطاهريين والسلاطين، إضافة إلى فترات المماليك والأتراك والانجليز. مع ذلك ظلت الإمامة مشروعا متصلا عابرا للمراحل كحيّةٍ ملساء ذات سم قاتل وحقد مزمن على كل ما يمني وعربي. وأثناء الفترة الكهنوتية القاسمية وبعدها المتوكلية، في القرنين الماضيين، استمرت المحاولات الدائبة من قبل اليمنيين للخروج من ربقة الإمامة، تارةً بالدّور الإصلاحي الذي تبناه بعض العلماء والمصلحين، أو عبر الطابع الثوري الذي كانت تعتمده القبائل ضد الإمامة. لكن الاكتمال الأبرز في نضال اليمنيين ضد المشروع السلالي الكهنوتي جاء متمثلاً في الحركة الوطنية اليمنية التي بدأ نشاطها منذ الربع الأول من القرن الماضي وتكلّل بإسقاط المملكة المتوكلية الوثنية في شمال اليمن في السادس والعشرين من سبتمبر 1962، تلك التي أعقبتها بعد عام واحد، شرارة الرابع عشر من أكتوبر 1963 ضد المستعمر البريطاني في الجنوب. كان الميلاد اليماني الأغر في السادس والعشرين من سبتمبر بعد أن دك الضباط الأحرار بقيادة الشهيد القائد علي عبدالمغني والزعيم المشير عبدالله السلال معاقل الكهنوت السلالي، فولى زمان كعرض البغي وأشرق عهد كقلب النبي... حد تعبير الأستاذ البردوني. (موسيقى جمهورية ومن قرح يقرح أو مقطع الانسي: قسما برب العزة اني ساحمي ثورتي واصون جمهوريتي). وبعد تثبيت دولة الشعب وهزيمة فلول الامامة في ملحمة السبعين يوما... بدأت آليات الأحرار في ترسيخ معاني الحياة الجديدة واجتثاث رواسب الحقب الإمامية، تتظافر في جهدٍ متناغمٍ لرعاية هذا التحوّل وحراسته من الأذى. لقد كان أحرار سبتمبر على اطلاع عميق بمكامن الوجع اليمني المعتّق عبر قرون، وكانوا، بالمقابل، على درايةٍ دقيقةٍ بعوامل نهضته ومفاتيح مجده. فانتقل النضال من طور التثوير الى طور التعمير. عبدالله اسماعيل، عادل الاحمدي، بالمسند