أسرار الدعم المصري لثورة اليمن، ، سنوات الفداء العظيم

7.7 ألف منذ 4 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
أسرار الدعم المصري لثورة اليمن، ، سنوات الفداء العظيم على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. بحسب شهادات مدوّنة عن تلك الفترة، فإن قرار القاهرة دعم ثوّار شمال اليمن ضد النظام الكهنوتي، وثوّار الجنوب ضد المستعمر البريطاني، تبلور قبيل ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962 التي أعلنت قيام نظام جمهوري، وتحقّق عبر تواصلٍ (مباشر) تمّ بين الضابط اليمني علي عبدالمغني (العقل المدبّر للثورة)، والرئيس المصري جمال عبد الناصر. مصر التي كانت حينها تدعم حركات التحرّر، قررت مساندة اليمنيين في التحرّر من الإمامة والاستعمار، مدفوعة بنجاح تجربتها في دعم ثورة الجزائر. وقد اختير عبدالحكيم عامر ليكون مسؤولاً عن المجهود الحربي، ومحمد أنور السادات مسؤولاً عن المجهود السياسي، بينما تم اختيار ضابط مصري من أصل يمني، هو اللواء طلعت حسن، قائداً للقوات المصرية في اليمن. وتدفّق الدعم العسكري المصري لثوار اليمن منذ الأيام الأولى للثورة، وكان متواضعاً في البداية، حيث تم إرسال ثلاث طائرات حربية وفرقة صاعقة وسرية من مائة جندي، لاعتقاد القاهرة أن مهمة تثبيت النظام الجديد ستكون سهلة، لكن عوامل محلية وإقليمية ودولية متعدّدة تضافرت لتعقيد المهمة، وليرتفع عدد الجنود المصريين تدريجياً حتى يصل في نهاية عام 1965 إلى نحو 55 ألف جندي، موزعين على 13 لواء مشاة، ومسنودين بفرقة مدفعية، وفرقة دبابات وتشكيلات من قوات الصاعقة والمظلات. كما وقفت دول أخرى ضد النظام الجديد في صنعاء، منها إيران ثم تعقدت الأوضاع بشكل أكبر، بعد دخول الكيان الإسرائيلي على خط المعارك لمساعدة المجاميع الإمامية، إذ وجدتها فرصة " لمراقبة وتقييم التكتيكات الحربية المصرية وقدرتها على التكيف مع ظروف المعارك" ، وفقاً للكاتب محمد حسنين هيكل. كما عملت تل أبيب على دعم فلول نظام الإمامة العنصري لإنهاك الجيش المصري، وأعطت شحنات من الأسلحة، وأنشأت جسرا جويا سريا بين جيبوتي وشمال اليمن، إضافةً إلى قيامها بـ" اتصالات مع مئات من المرتزقة الأوروبيين الذين يقاتلون بجانب الملكيين في اليمن" . وحسب تقارير متطابقة، فإن الإماميين استجلبوا مرتزقة من فرنسا، بلجيكا، إنكلترا، ألمانيا وأميركا، عددهم 15 ألف مرتزق، ومنهم جيم جونسون، زعيم المرتزقة الأوروبيين، والمرتزق ديفيد سمايلي، والمرتزق الفرنسي الشهير، بوب دينار، الذي زار صنعاء لاحقاً، قبل نحو عقدين، التقى خلال تلك الزيارة الرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمه الله، وأخرج له العديد من أسرار تلك المرحلة. وقد اعترف الكيان الإسرائيلي مؤخرا، بدخول تل أبيب على خط الحرب في اليمن في الستينيات، إذ نقلت مطبوعة سلاح الجو الإسرائيلي في مايو/ أيار 2008، عن طيارين إسرائيليين، قولهم إنهم شاركوا في مساعدة المجاميع الموالية لنظام الإمام محمد البدر (آخر أئمة بيت حميد الدين)، موضحةً أن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ 14 طلعة جوية أسقطت في أثنائها أسلحة وعتادا عسكريا وأغذية ومواد طبية لمساعدة مجاميع البدر. معلومات أخرى تذكر أن إسرائيل سعت أثناء دعمها لفلول الإمامة، لتجنيد أعداد من يهود اليمن الذين هاجروا إلى الأراضي المحتلة عام 1950، بلغ عددهم 75 ألف في العامين 1963-1964، للقتال ضد القوات المصرية. وكانت حملة التطوع تتم بإشراف عدة جهات في مقدمتها وزارة الدفاع التي كان يتولاها رئيس الوزراء الأسبق " دافيد بن غوريون" والذي وصف اليهود اليمنيين بأنهم " متخلفون وليست لديهم أدنى فكرة عن الحضارة" ، ولذا فإن مكانهم الطبيعي، من وجهة نظره، أن يكونوا على الأطراف الشمالية لليمن ليقاتلوا القوات المصرية هناك. والمؤكد أن الدعم المصري لثورة سبتمبر لم يقتصر يومها على التدخل البري والمجهود العسكري، بل رمت القاهرة بكل ثقلها في المعركة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. كما أنه أُنتجت أفلام وأغانيَ داعمة للثورة، فضلاً عن الدور الإعلامي الكبير الذي قامت به إذاعة " صوت العرب" . ففي مجال الإدارة تم وضع الهياكل الإدارية لأجهزة الدولة ووضع الأنظمة واللوائح، وتوصيف الوظائف وتحديد الصلاحيات وتأهيل الكوادر الإدارية اليمنية في كل الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية، لتتولى العمل بنفسها، تحت إشراف وتوجيه خبراء الإدارة المصريين. وفي مجال الاقتصاد أنشئ البنك اليمني للإنشاء والتعمير بخبرات مصرية، وسمح لبعض البنوك الخارجية بفتح فروع لها في اليمن، وطبعت عُملة ورقية بدلا من العملة الفضية " ريال ماريا تريزا" وفي مجال التربية والتعليم استقدم المصريون آلاف الأساتذة والخبراء التربويين، وأنشأوا المدارس الحديثة وتوسعوا فيها، فانتشرت المدارس في المدن، وفي مختلف المحافظات، ووصلت بعض المناطق إلى الأرياف، وكان المنهج مصريا والكتاب مصريا والأستاذ مصريا. وفي مجال الإعلام استقدم المصريون مذيعين وصحفيين وخبراء إعلاميين تولوا إصدار الصحف وتحديث إذاعة صنعاء، فقد أهدت مصر لليمن في الأشهر الأولى من قيام الثورة محطة إذاعية حديثة متكاملة مع مديريها وخبرائها ومهندسيها، مما مكن إذاعة صنعاء من إيصال صوت اليمن إلى مدى أوسع داخل اليمن وخارجه، كما مكنها من البث طوال النهار وساعات الليل. وفي مجال الدفاع والأمن أنشأ المصريون وحدات عسكرية جديدة في مختلف الصنوف وفتحت مصر كلياتها ومدارسها العسكرية لشباب اليمن، وتمكنت خلال فترة قصيرة من تكوين نواة جيش يمني حديث، بهيكلته وتسليحه ومعداته وأنظمته، كما أنشأت جهاز أمن يمني حديث. لقد انتهى الدور العسكري المصري وقد تنساه الذاكرة الجمعية مع توالي الأجيال وتعاقب الزمن؛ أما الدور الحضاري فلا أظنه سيُنسى... " . ومثلما ثمّن أبناء اليمن دور القاهرة بالأمس، سيثمنون دور الرياض اليوم، وكلٌّ على قدر إسهامه. لكن الأهم من كل ذلك، أن يستوعب اليمنيون الدرس جيدا، وألا يسمحوا للإمامة، بعد دحر الحوثية، أن تطل برأسها من جديد، تأميناً للحاضر والمستقبل، ووفاء لكل الدماء الزكية التي سكبت فداء لهذا الوطن العزيز. بالمسند، عبدالله اسماعيل، مصر عادل الاحمدي حساباتي للمتابعة حسابي على تويتر الرابط على تويتر (إكس) صفختي على فيس بوك الرابط على فيسبوك