شاهد| ثورة القيل الفقية سعيد ماقصتها وماذا يعرف اليمنيون عنها | الرواية الكاملة

7.6 ألف منذ 3 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
شاهد| ثورة القيل الفقية سعيد ماقصتها وماذا يعرف اليمنيون عنها | الرواية الكاملة على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. حضرت في عهد الامامة السلالية الفتوى الدينية المكفرة للآخر، وبموجبها صار «الشوافع» كفار، وقتلهم واستباحة أموالهم جهاد في سبيل الله، وقد سجل المؤرخون قيام بعض الأئمة بتوزيع قطاعات كبيرة من أراضي «اليمن الأسفل» الخصبة لكبراء الموالين لهم، وكان لسيطرتهم أثره البالغ في تفشي حوادث النهب والسلب، وقطع الطرق، فانتشر الخوف، وبُث الرعب، وبلغت القلوب الحناجر، لتتشكل وسط تلك الظروف العصيبة حركة تحررية بقيادة الفقيه الثائر سعيد بن صالح بن ياسين المذحجي ترجع البدايات الأولى لبروز شخصية الفقيه سعيد بن ياسين إلى العام 1824م»، كان حينها في بلد «شار»، مُعتكفاً في زاويته، مُتبتلاً في محرابه، زاهداً عن ملذات الحياة، يُصلح بين الرعية قدر المستطاع، يتألم بصمت لحالهم، يراقب انتفاشة جلاديهم، ويهيئ النفوس لرفض الظلم، واستعادة الحق المسلوب. ضاق الرعية، بممارسات الغزاة واطماعهم ففجروها ثورة، تولى الفقيه سعيد قيادتها، أعلن نفسه إماماً ل «الشرع المطهر»، جعل من «الدنوة» – الواقعة بين «حبيش، ونَعمَان»، غربي مدينة إب – مقراً له، نصب الولاة والقضاة، وخطب باسمه على المنابر، وضرب بلقبه العملة الفضية في أول جمعة من رجب 2 سبتمبر 1840م»، وقف الفقيه سعيد في جامع الجند بين أنصاره خطيباً، دعا اليمنيين إلى نصرته، سانده الكثير، وتمكَّن خلال شهر واحد من استعادة حوالي «360» حصناً، سبق ل «جحافل الفيد» أن تمركزت فيها، أخذ جميع ما بها، وأمر أصحابه بالتحصن فيها. امتدت سلطات الفقيه سعيد بعد ذلك من «يافع إلى زبيد، ومن تعز إلى يريم»، فصدح الناس بتلك المناطق ببعض الأهازيج، نقتطف منها: يا باه سعيد يا باه يا ساكن الدنوه أسلمتنا المحنةْ والعسكر الزُّوَبهْ في إحدى خطبه بمدينة تعز 30 أكتوبر 1840م»، أعلن الفقيه سعيد عن توسيع أهداف ثورته، وصارح أنصاره بعزمه على اسقاط الإمامة في الشمال، وطرد الاحتلال الإنجليزي من الجنوب، وكان لتلك التصريحات أثرها البارز في اندفاع الجماهير اليمنية لتأييده. بينما كان الفقيه سعيد يهيئ قواته لإرسالها جنوباً، وصلته الأخبار بتقدم قوات «الهادي» محمد نحوه، استعد لملاقاتها، كان جيشه الأكثر عدداً، الأقل عدة، فيما توافد إليه كبار مشايخ «اليمن الأسفل» ورعاياهم، مهنئون وداعمون وصلت في منتصف شهر نوفمبر1840م» طلائع القوات الإمامية إلى يريم، عسكروا فيها، وفي أوائل الشهر التالي، وصل جيش الفقيه الثائر إلى يريم، حاصر القوات الغازية، كان النصر حليفه، وصلت تعزيزات من «خولان، ونهم، وهمدان، والحدا»، ساهمت في ترجيح كفة «إمام صنعاء»، هجمت قوات الأخير على معسكر الفقيه، سقط المعسكر من الداخل، بفعل الخونة الذين اقتحموا خيمة قادة الجيش، واقتادوهم أسرى إلى «الهادي» محمد، والذي وجه بحز رأس «130» أسير. أفلت الفقيه سعيد منهم، انسحب بما تبقى لديه من قوات، تحصن في «نقيل سمارة»، استمات في الدفاع والمقاومة، خسر المعركة «18 شوال 1256ه»، تراجع إلى «الدنوة»، اقتحم الغزاة بعد مرور أسبوع حصنه المنيع، نهبوا كل ما فيه من أموال وحبوب، وقتلوا العشرات من أصحابه الذين بقوا معه حتى آخر لحظة، وكان مُعظمهم من أبناء شرعب، وأخذوه أسيراً إلى مدينة إب، وهناك وفي يوم الأحد 27 ديسمبر 1840م» صلبوه أمام حشدٍ كبيرٍ من مُناصريه، ثم حزوا رأسه، وقدموه قرباناً لنزق إمامهم الكهل المتسلط. يقول المؤرخ الشماحي عن ثورة الفقيه سعيد: «وهذه الثورة وما حملته من شعارات الملك والإمامة لغير الفاطمي والقرشي، كان لها صداها، فقد تركت وراءها المزيد من التساؤلات عن الإمامة وحصرها في الفاطميين، كما أنَّها أفزعت الإمام القاسمي، وأسرته، ودعاتهم، ورأوا أنها فاتحة للعود باليمن إلى العهد الرسولي، والطاهري»، وأضاف: «وما الإمام سعيد إلا أحد أعلام القافلة الذين سقطوا في أثناء الطريق، تاركين آثارهم يهتدي بها السائرون بعدهم». كتب فهد سلطان " أربعة أسلحة فتاكة، استخدمتها الامامة في تاريخها تجاه حركة اليمنيين الرافض لمشروعها العنصري، واستخدمتها ضد ثائرنا الفقيه سعيد الأول: تشويه الخصم، فالجميع عرف الفقيه سعيد كرجل دين وصلاح وصاحب خلق وكرم وتواضع ومتصوف، وعندما خرج على الإمامة ورفض حكم السلالة أطلقت عليه اسم “سعيد اليهودي” وكان هذا السلاح الأول الذي واجهت به حركته الفتية السلاح الثاني: “الشائعة” حيث أشاعت بين الناس أن “الفقيه سعيد” يهودي مندس يمارس السحر والشعوذة وأنه يدعي أنه المهدي المنتظر، ولا يزال البعض لا يعرف الفقيه سعيد إلا بسعيد اليهودي. والسلاح الثالث: هندسة الخيانات، ففي قضية الفقيه سعيد لم تستطيع أن تواجهه بالقوة رغم أنها أكثر منه عددًا وعدة، جاء سلاح الخيانة، بحيث دخل جماعة من المشايخ وانظموا لحركة الفقيه سعيد ومن داخل المعسكر انتفضوا نحو خيمته في اللحظة المناسبة، وقتلوا خيرة رجاله وهم آمنين أما السلاح الرابع والأخير من سلاح السلالة فهو سلاح الغدر: وهنا: تم الإمساك بالفقيه سعيد وهو كبير في السن، وقد أعطي الأمان له وللقبائل بعد تفرق معسكره وللأسرى الذين كانوا معه وذبحوا كما تذبح الخراف، ثم ذهب به إلى باب الكبير بمدينة إب وجمع الناس، وتم حز رأسه بالسكين وعلق فوق الأعواد وبقي مشنوقًا لأيام. يقول الكاتب محمود ياسين عن جده: «كان بطلاً لا يضاهيه إلا من نمجدهم اليوم أثناء عروض المآثر في الكتب والأفلام، ويمكنك المرور بشخصية سعيد بن صالح ياسين وأنت تشاهد فيلم القلب الشجاع، لترى وليام والاس يقود الاسكتلنديين لمعركة كرامة، ليس باعتبارهم اسكتلنديين يريدون ملكا اسكتلنديا، بقدر ما هم يحاربون وراء رجل كان جاهزاً للإفصاح عن روح اسكتلندا المقهورة. لا أبالغ إن قلت إن سعيد بن صالح ياسين كان أعظم من وليام والاس، غير أن والاس حظي بضوء كاشف قدمه للعالم، بينما بقي بن ياسين ضحية التدوين التاريخي المشوه عبدالله اسماعيل، بلال الطيب، بالمسند