مدخل لفهم الحرب الدائرة في اليمن

1.5 ألف منذ 4 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
مدخل لفهم الحرب الدائرة في اليمن على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. الحوثيون حركة باطنية عنصرية سلالية عقائدية إرهابية مسلحة، لديها سوابق ماضوية دامية في اليمن، متمثلة بدورات حكمٍ متقطعة للإمامة الهادوية ويحركها رافعة سلالية من بعض الأسر التي تقول إنها من نسل بيت النبوة، بينما يحركها فكرياً ما يسمى " المذهب الهادوي" ، الذي يقول إن حصر الحكم في هذه الأسر هو حق إلهي. وثار اليمنيون في شمال البلاد على آخر حكام تلك الإمامة في 26 سبتمبر 1962، معلنين النظام الجمهوري. ارتبط هذا التيار تاريخيا بإيران، التي أذكت فيه الروح بعد ثورة خميني، وصار بمثابة أداة احتلال لصالح إيران وبندقية مستأجرة تنفذ أجندته في التوسع معتمدة خطه الخطابي التحريضي وأسلوبه الباطني المراوغ في التغلغل والهدم من الداخل. كفل النظام الجمهوري في اليمن مشاركة كافة أطياف المجتمع في الحكم بما فيهم التيار الإمامي الذي تغلغل في كافة أطياف المجتمع في الحكم وفي المعارضة والأحزاب والمنظمات، مشدوداً لماضيه التسلطي، وكان تمرد الحوثيين في 2004 رأس حربة لعودتهم بعد أن تم نسيان الخطر الإمامي في الوعي الجمعي لانهماك المجموع اليمني بمتطلبات التنمية والتنافس الحزبي والحفاظ على وحدة اليمن أشعل الحوثيون تمردهم في يونيو 2004 بخطة تصاعدية تضمن لهم الخروج أقوياء بعد كل مواجهة مع الحكومة، فكانوا يعلنون الاستسلام قبل الهزيمة ويجنحون لصلحٍ يقومون بنكثه مراراً ما جعل الحرب تتكرر ست مرات، وهي ست حروب من زاوية اشتراك الحكومة أما الحوثيين فهم يشنون حرباً واحدة ومتصلة من ٢٠٠٤ وحتى اليوم). خلال الحروب الست لعبت الامتدادات الحوثية في الدولة والأحزاب دوراً تضليلياً ساعد في تفويت الإجماع الوطني اللازم لإخماد التمرد... ثم صارت الحركة الحوثية المسلحة محط اهتمام قوى إضافية غير إيران، بعضها لإيذاء السعودية وبعضها ليكونوا أداة لكسر شوكة النظام وتحجيم قوى سياسية واجتماعية محلية. شهد اليمن خلال احتجاجات 2011، انقساماً رأسياً وأفقياً في جسد الدولة والمجتمع، وقدمت الحركة الحوثية نفسها للأطراف السياسية المتنازعة كفرس رهان تترجح به كفة طرف على آخر، وابتلع الجميع الطعم بسبب الثقة الزائدة للأطراف أنها ستركل الحوثيين بسهولة بعد الاستفادة منهم ضد الخصوم. إلى أن وجد الجميع أنفسهم ضحايا تلك الحسابات الضيقة، واستولت المليشيا على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، بأطقم قليلة وسط ذهول وصدمة السكان وفي ظل تخدير وتواطؤ نجم عنها تحييد مؤسسات الجيش والأمن. قبل ذلك مارس الحوثيون منذ 2004 سياسة ترهيب متصاعدة، قاموا بعمليات اغتيال للمناوئين وتفجير لمنازلهم وتهجير لمئات الآلاف، وأظهروا وحشية لم يعهدها اليمنيون حتى في فترات النزاعات المسلحة... قتلوا الأطفال والنساء والكبار والصغار وتجاوزوا الأعراف والمواثيق وظلوا يتوسعون مقابل طمأنات يرسلونها لحواجز الصد المحتملة، بهدف تعطيل فاعليتها والانفراد بكل طرف على حدة. وليس آخرهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي اغتالوه في 4 ديسمبر 2017. مضت المليشيا وفق حطة إيرانية بالغة الخبث واستكملت حلقاتها بالتحرش بالجار السعودي، بعد سبتمبر 2014، بهدف إدخالها في الحرب ليرفعوا شعار مواجهة ما أسموه " العدوان" فيحكموا مناطق سيطرتهم بالحديد والنار ويقدِمون على تصفيات لكوادر وشخصيات وقيادات مدنية وعسكرية، تماماً كما فعل الخميني العام 1980، لتصفية خصوم الملالي بالداخل العراقي! بعد سقوط صنعاء سبتمبر ٢٠١٤، مارس المبعوث الأممي الأسبق إلى اليمن، جمال بنعمر، ضغوطاً ليوّطن الأطراف السياسية والحكومية على الوضع الجديد، وتم توقيع اتفاق " السلم والشراكة" ، ابتلع الحوثيون من خلاله بعض المؤسسات وما هي إلا شهور حتى فرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس هادي وقاموا بإعلان يخولهم إدارة البلاد وتجميد الدستور أسموه " الاعلان الدستوري" ! ! تمكن الرئيس هادي من من الانتقال إلى عدن، فقصفوا بالطيران مقر تواجده في مارس 2015، وبدأوا باقتحام العاصمة المؤقتة عدن، ما أجبر الرئيس على الخروج إلى السعودية طالبا نجدة الجوار لتبدأ " عاصفة الحزم لإعادة الشرعية" ، في أواخر مارس ٢٠١٥. تمكنت القوات الحكومية مسنودة بالتحالف من بسط السيطرة على ثلثي البلاد، وخلال ذلك تمت إدارة المعركة تحت قاعدة " حقن الكثير من الدماء بإنفاق الكثير من الوقت" ، وبطريقة تهدف إلى الضغط على الحوثيين وجذبهم لتسوية سلام. وتمت عدة جولات تفاوض دون جدوى. خلال هذه السنوات انحدر الوضع الإنساني وارتكست مناطق سيطرة المليشيا إلى أسوأ من القرون الوسطى، حيث قاموا في مناطق سيطرتهم بما يلي: تجريف مؤسسات الدولة وتسريح إدارييها وإحلال كادر سلالي ونهب رواتب الموظفين والاستيلاء على الإيرادات ومضاعفة الضرائب والجمارك والتنصل من كافة المهام الخدمية والتنموية. - تعذيب السكان بافتعال دائم للأزمات التموينية، وفرض الإتاوات باسم المجهود الحربي في وضع مأساوي يعيشه أغلب المواطنين. وامتد ذلك لنهب المساعدات الإغاثية المقدمة من المانحين والتي تصرف عبر المنظمات الدولية، وبالتالي تحمل المواطن في مناطق سيطرة المليشيا وغيرها كلفة الحرب في ظل حالة إثراء متنامٍ لمشرفي المليشيا، ولولا عائدات نحو ثلاثة ملايين مغترب يمني أغلبهم في السعودية، لكانت المأساة أكبر. عسكرة المدارس والزج بآلاف الأطفال إلى الجبهات بالترغيب والترهيب وسط خطاب تكفيري وتخويني يستغل مؤسسات الدولة في صنعاء لإرهاب المواطنين فصار المواطن متهماً حتى لو ثبتت براءته... الامعان في قهر المجتمع والزج بآلاف الأبرياء إلى الاعتقال التي تُمارس فيها أشكال التعذيب، مع قيام المليشيا بتصفيات للعديد من المناوئين لها، بل وحتى حلفائها وقادتها من غير السلاليين. مصادرة كافة أشكال الاحتجاج والتعبير وإغلاق الصحف والمواقع الكترونية غير الموالية للجماعة وخنق الحريات العامة والخاصة، و" دعشنة" الحياة اليومية. شنت المليشيا حرب اجتثاث لمستندات الاعتزاز الوطني تراث وتاريخ وفنون وآثار ومسميات شوارع ومرافق عامة. عبدالله اسماعيل، عادل الاحمدي، بالمسند