الهوية اليمنية في مواجهة الهوية الفارسية

1.5 ألف منذ 3 سنوات
عرض ريلز
وصف الفيديو
الهوية اليمنية في مواجهة الهوية الفارسية على قناة: Abdullah Esmail في يوتيوب بواسطة منصة يمن فيديو - نافذة الفيديو الموحد في اليمن، فضاء إعلامي مُنتقى وأكثر تخصصاً. لا يرى اليمني البسيط - ناهيك عن المثقف - أي تناقض بين هويته الوطنية اليمانية وهويته الدينية الإيمانية وهويته القومية العربية بشكل عام، ذلك الامر ناله بعض التغير بعد ظهور الحوثيين كجماعة ترى نفسها عابرة للحدود الوطنية والقومية، وجزء من «الثورة الإسلامية العالمية»، وبالتالي فإن الهوية ينبغي أن يعاد صياغة محدداتها بما يتناسب مع هذا التوجه. لا يعتد الحوثيون ولا تياراتهم السلالية والطائفية بالملامح الوطنية ولا القومية للهوية اليمنية العربية، حيث إن الخلفية الأيديولوجية للحركة الحوثية تمثل مزيجا من الخمينية الإمامية والجارودية الهادوية، بما عُرف عن هذين التيارين من سلبية إزاء التاريخ الإسلامي، بوصفه تاريخا لدول ظالمة، اعتدت على «حق» أهل البيت في إمامة المسلمين، وكذلك بما عرف عن الخمينية والجارودية من مقت للهوية العربية، التي يراها الفارسي المتدين ناصبية قتلت «الحسين»، في حين يراها الفارسي غير المتدين أعرابية قتلت «رستم». قد تشترك - بطبيعة الحال - جماعات «التشيع السياسي» مع غيرها من الجماعات الدينية الأخرى في تهميش الأبعاد الوطنية والقومية للشخصية العربية، غير أن موقف جماعات التشيع المرتبط بإيران يغالي في تجاوز الأطر المحددة للملامح الحضارية للشخصية العربية واليمنية بشكل يعيد إنتاجها لتغادر محدداتها الثقافية، بما يبعدها عن هويتها العربية، ويقربها بشكل أكبر من ملامح «الهوية الفارسية» في أبعادها القومية والثقافية. إن ما تبشر به جماعات إيران من إعادة بناء الهوية الإيمانية المزعومة ما هو إلا غطاء لإعادة هندسة الوعي وتشكيل الهوية العربية في اليمن، بما يبعدها عن ملامحها الوطنية والقومية، تمهيدا لجعلها مجرد لبنة في مشروع إيران الإقليمي، الذي يسعى للسيطرة على مقدرات المنطقة، وذلك بإعادة إنتاج الهوية اليمانية في أبعادها الوطنية والقومية، لتتطابق مع الهوية الإيمانية في أبعادها السلالية والطائفية إن استشعار الإماميين لخطورة استنهاض اليمنيين لذاتهم، واستحضارهم لهويتهم القومية في صراعهم مع مشروع الغزو الهادوي قد ألهم أساطينهم بتسويق فكرة مطلية بكساء ديني وذلك بحرف معنى الهوية عن أصلها واستعمالها كشهادة على تدين المواطن الذي لا يستطيع أن يجيب بالنفي حين سؤاله عن هويته " الإيمانية" لقد وضعت السلالة مصطلحي الإيمان والوطن في مربع التناقض حيث أنها أسست لأرضية ثقافية لا تقبل إلا إحدى تلك الهويتين وبما يورث حرجا لدى السطحيين حين يختارون الهوية اليمنية على حساب " الهوية الإيمانية" . إن الهوية اليمنية تعبر عن ذات اليمنيين من قبل الإسلام بآلاف السنين، وحين جاء الإسلام تعامل اليمنيون معه على أنه دين هداية فتمسكوا به وحملوه إلى كل اصقاع الدنيا، ولم يطلبوا من أحد أن يتخلى عن هويته القومية حال اعتناقه الإسلام كونه ليس بديلا للهوية القومية لأي شعب من الشعوب. إن دغدغة عواطف البسطاء باستدعاء المصطلحات الدينية لَيحمل خُبثا سلاليا لم يترك لمقدّس قداسة تتعالى على التوظيف الدني لصالح مشروعهم السلالي الدخيل. إن الإيمان الذي تعنيه السلالة بمصطلح " الهوية الإيمانية" لا علاقة له بالايمان الذي استلهم اليمنيون معانيه من دينهم... بل ان الإيمان بالولاية والمبادئ الإمامية لهو المعنى المراد بالهوية الإيمانية التي يروجون لها على حساب هوية اليمنيين. يسعى السلاليون الى استبدال الهوية اليمنية الوطنية للمجتمع بما تحمله من مضامين وقيم وطنية حديثة، واستبدالها بما يسموه بالهوية الإيمانية. وهذه الهوية الإيمانية التي يحاول السلاليين فرضها تهدد المكاسب العظمى للشعب اليمني مثل الجمهورية، المواطنة المتساوية، الوحدة، الديمقراطية، اللامذهبية، اللاسلالية، الانتماء العربي، الاستقرار والتنمية، الدولة. لقد أفرز الخطاب الإعلامي للمليشيات الحوثية عددا من المعطيات على ما يطلقون عليه الهوية الايمانية منذ بداية العام 2019م لتنعكس في سلسلة من التعسفات وأعمال القمع والتطرف والإرهاب والتنكيل بحق السكان في العاصمة صنعاء وبقية المدن والمناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة منها منع حفلات التخرج وتجريم الغناء ومهاجمة الاعراس ومداهمة محال الأقمشة والـ" كافيهات" وفصل الجنسين وإجراء تغييرات طائفية في محتوى المناهج والمقررات الدراسية وأسماء المدارس والمراكز العلمية وهدم معالم حضارية وأثرية ونسف كل ما يتصل بالثورات الوطنية والثوابت ومكتسبات العربية اليمنية ان موضوع " الهوية الإيمانية" يعد من الأشياء الأساسية الدالة على ارتباط نسق الخطاب الحوثي بالنسق التاريخي للإمامة الزيدية... . وإثبات إمامية الحوثيين يفيدنا في التأكيد على عدم صلاحية " الإمامة" كأداة لتمثيل المشاعر الوطنية، بالعودة إلى ما نعرفه من تاريخ الأئمة. فعلى المستوى النظري، من سمات الإمامة عدم وضع حد جغرافي لسلطانها، يقول بول دريش: " ... وفي حالة أئمة اليمن، لقب كل إمام مكتمل، بأمير المؤمنين، ولم توضع حدود جغرافية لسلطانه" . ويتخذ الإمام لقب " أمير المؤمنين" . وينظر إلى اليمن باعتبارها قاعدة تنتشر منها دعوته إلى العالم الإسلامي" لكن على المستوى العملي، كان الأئمة يميلون في سياساتهم إلى العزلة داخل نطاق ضيق من اليمن، كما فرضها الإمام يحيى على اليمنيين قبل مئة عام. " وقد طمح الإمام يحيى إلى تبرير سياسة العزلة فأعلن أنه " يدافع عن شعبه ضد الإلحاد والعلوم الوثنية، ويريد أن يتبع الشعب الدين الصحيح حسب اجتهاده" والأئمة ما إن يبدأوا حركة صعودهم حتى يتلبَّسهم فجأة ذلك الوجه الأجنبي غير الشخصي، وجهاً غريباً كريهاً يصبغه اليقين بالكفاح في سبيل حُلم امبراطوري " إلهي" قديم منذور للفشل كما كان دائما عبدالله اسماعيل، د محمد جميح، د أحمد ردمان